تحديد الهدف ، حَدَّدْتُ ما أريدُ ، و ما الذي أرْغَبُهُ ، و ما غايتي ، لأنَّ عزيمتي لنْ تكونَ إلا نَحو شيءٍ محدَّدٍ ، نَحو شيءٍ معروفٍ ، و راعيتُ في أهدافي :
1_ الوضوح ، فالغامضُ نتيجته غامضة ، و إيضاحُ الهدفِ باعثٌ لي على قوةِ الوصولِ إليه .
2_ الإيجابية ، فلم أضع هدفاً سلبياً ، بل وضعتُ أهدافاً إيجابية ، أريدُ كذا .
3_ المُسْتَقْبَلِيَّة ، تجاوزتُ الماضي و تركته ، فلم أعُد أنظر إليه ، و بَقِيَتْ نظرتي نحو الأمام ، و على ذلك كان تحديدُ أهدافي .
4_ الكتابة ، فهدفٌ ليس على وَرَقِ العملِ كلامٌ فارغٌ ، اكتب أهدافَك لتعمل على تحقيقها .
هدفُكَ المُحدَّد نورٌ يجْذِبُك إليه .
الركيزة (5) : التخطيط ، التخطيط هو الطريق المُمَهِّدُ المُوْصِلُ إلى الغاية و الهدف ، الذي يسيرُ بدون تخطيطٍ كَمن يسيرُ و هو مُغْمِضٌ عَيْنَيْهِ ، فحتى تصلُ إلى هدفك المنشودِ كُنْ لَه مُخَطِّطاً ، و دارساً ببصيرةٍ الطرقَ المُوْصِلَةِ إليه .
التخطيطُ لا يقومُ به إلا الجادُّوْن من الناس ، و الساعون نحو الأهدافِ بدون تخطيطٍ ليس لديهم أيّ جدِّيَّة ، و لو كانوا جادين لما وصلوا ، و لو وصلوا لكانوا على خَلَلٍ .
الركيزة (6) :العملُ ، لَم يَبْقَ لي بَعْد أن حدَّدْتُ هدفي و خَطَّطْتُ له سوى أن أبدأ العمل ، فَشَدَدْتُ خُطوتي ، و بدأتُ بالتطبيق ، هذه هي الجوهرةُ الحقيقة للنجاح أن تبدأ العملَ في تحقيق أهدافك ، دَعْ عَنك الأمنيات فليسَ لها شأنٌ عِند الجادِّين ، الحياةُ لا تقبلُ إلا أعمالاً لا آمالاً ، أعرِضْ _ كما أعرَضْتُ _ عَن مغازلةِ الآمال ، و معاكسةِ الأمنيات ، و عليكَ بالتشميرِ و الجِدِّ ، و كُن في تشميرِكَ مُلاحظاً تقصيرَك ، لتبلغَ النجاحَ الأكبر .
الركيزة (7) : قيادة الزمن ، الزمن هو ظرف العمل على تحقيق الهدف ، و بلوغِ قمة النجاح ، فالحرص على ضبطه و إدارته على أفضلِ وجهٍ يجعلُ الشخصَ يُثَمِّنُ كلَّ دقيقةٍ من وقته ، و يَعمُرُ وقتَه بكلِّ ما هو خادمٌ لنجاحه و أهدافه .
بكلِّ تأكيد أنَّك تَثِقُ كما أَثِقُ بأنَّ مَن لا يُديرُ وقْتَه لن يصِل إلى هدفه ، إذنْ ماذا تنتظر ، إلى متى و نحنُ نصرفُ أوقاتاً هَدَراً فيما لا يُسْعِف في تحقيق غاياتنا و أهدافنا .
وَقْتك حياتُك .
الركيزة ( 8 ) :التخيُّلُ ، التخيُّلُ أولُ الحقيقة ، صَرَفْتُ وقتاً كلَّ يومٍ في تَخَيُّلِ أهدافي و كأنها قَد تحقَّقَتْ ، رأيتُ صُورَها ، سَمعتُ أصواتاً داخليةً و خارجيةً تُشَيِّدُ بنجاحي ، أحْسَسْتُ بالمشاعر الفياضةِ التي انتابتني و أنا أعيشُ تلك اللحظات ، فرَحاً و طرَباً ، جمالاً و حُسْناً ، أصواتاً موسيقية تنادي بأهازيج التهاني و الفرح ، ما أجملها من لحظات ، كم أتمنى لو كنتَ مَعيَ تعيشُ ما أعيشُ ، بل أتمنى أن أكون معكَ في لحظاتك أنتَ أراك فرِحاً مسروراً .
الركيزة (9) : التوافقُ التام ، إنني بشَرٌ مُكَوَّنٌ مِن : جسَدٍ ، و روحٍ ، و عاطفةٍ ، و عقلٍ ، و لكلٍّ مِن هذه الأربعة حقُّ عنايتي و رعايتي و اهتمامي ، لأنَّ صَرْفَ شيءٍ من ذلك يُثمرُ لي تحقُّقَ التوافقَ و التصالُح بينَ مُكَوَّنات بَشَريتي ، و كلها راجعةٌ إلى الاهتمام بالعقلِ ، لأنه محلُّ الثقافةِ ، و مَجْمَعُ الفِكرِ و التأمُّلِ ، و ما أُحَصِّلُهُ مِن ثقافةٍ تَعودُ على الكلِّ بالإيجابية ، فأعرفُ كيفيةَ الرعايةِ ، و مدى العناية ، و سِرَّ التنمية ، و الجهلُ بذلك يُنتجُ لي اضطراباً لأنَّ الجهلَ مرَضٌ .
الركيزة (10) : التفاؤل ، و هو نظرةٌ إيجابيةٌ لكلِّ شيءٍ في كلِّ شيءٍ ، خاصةً السلبيات ، كما أنَّ التشاؤمَ نظرةٌ سلبيةٌ لكلِّ شيءٍ ، خاصةً الإيجابيات .
التفاؤلُ يَبعثُ في النفسِ أُنْسَاً و سعادةً ، و هي غايةُ ما أريد و ما أقصِد ، التفاؤلُ سِرُّ الناجحين ، لأنَّه يدفعهم خطواتٍ نحو الهدف ، و ينقلُهم نحو النجاح ، كما أنَّه يُشْعِرُهم بأنهم ما زالوا يَخْطونَ بقوةٍ نحو ما يريدون .
ماذا لو تشاءمَ الناجح ؟
حتماً سيرى في ضوءِ النهارِ الليلَ ، و من يَرة الحديقةَ ناراً يرميه الناسُ بالجنون ، و سيجد ضَنكاً و ضيقاً ، و إذا ضاقتْ نفسُ الناجحِ فَتَر عَن هدفه ، و ربما انخذلَ عنه ، أرأيتَ شُؤْمَ التشاؤم ؟.
تفاؤلي في حياتي بَعَثَ لي ابتسامةَ الكونِ ، فهل ستتفاءل في حياتك ؟
الركيزة (11) : التآلُفُ ، كُنتُ في مسيرةِ نجاحي أصْحَبُ أناساً متآلِفاً معهم ، أَزِنُ كلاً بما يناسبه ، لم أنظر إليه كذاتٍ ، و إنما اتخذتُ منه صفات أصحبها ، فحقَّقْتُ التآلُفَ مع الكلِّ ، فصارَ تآلُفي معهم خادماً لي في تحقيق نجاحي ، و بلوغي ما أريد .
لن تعيشَ وحدك ، ثِقْ بذلك ، و لن تجِدَ من لا يأتيكَ منه ما يُكَدِّرُك ، ثِقْ بذلك أيضاً ، و لن تصبرَ على ذلك كلِّه ، ثِق ثالثةً ، إذنْ لَم يبقَ لك سوى أن تكون متعايشاً مع الكلِّ على قانون المحبةِ دون شَرْط ، لا تنتظر مِن أحدٍ أن يُعطِيَك ، بل كُنْ أنتَ المُعطي ، لأنَّك ناجحٌ ، و الناجحُ رفيعٌ عالٍ .
مَن لا يُوافِقُك في شيءٍ ، و يُسَلِّطُ عليكَ وسائلَ إيذائه كُنْ محتوياً لَه كما يُريد ، مِنها تُسْكِتُه و منها تسلمُ منه .
رضا الناس غايةٌ لا تُدْرَك .
هذه ركائزُ و أصول ذكرها صاحبُ الكتابِ ، كانت سِرَّ نجاحه في حياته ، و هي سِرُّ نجاحِ كلِّ ناجحٍ ، عجباً إنها ركائز عظيمة ، و أصولٌ كبيرة ، منبعثةٌ من مدرسةِ الحياةِ ، و جامعةِ الكون .
أما زِلْتَ تنتظر اسمَ المؤلف لهذا الكتاب الخطير ؟
لن أطيل عليك ، إنَّه : أنتَِ ، فهو يحكي قصةَ نجاحك ، و تاريخَ تألُّقِكَ ، هكذا كانتْ خطواتك نحو النجاح ، ما أروعك ، و ما أبدَعك ، حقاً أفتخرُ بِكَ .
عزيزي : إنَّه كتابَك ، فَكُن محافظاً عليه ، كتَبْتُه على لسانك ، و بيَّنْتُ فيه أسرارَ نجاحك ، فعذراً لقد تطفلْتُ فَحكيتُ عَنْك ، لكن لإعجابي بِك .
دمتَ سعيداً .